www.ksaplayers.com
احصائية الأخبار
السنة | 2022 | 2021 | 2020 | 2019 | |
العدد | 33 | 92 | 38 | 171 | |
الأجمالي | 334 |
احصائية المقالات
السنة | 2021 | 2019 | 2018 | 2016 | |
العدد | 4 | 2 | 3 | 1 | |
الأجمالي | 10 |
احصائية تويتر
السنة | 2023 | 2022 | 2019 | 2018 | |
العدد | 16 | 8 | 7 | 4 | |
الأجمالي | 35 |
سلاماً يا قريتي ..!!
بعد ماضاقت به الحياة في قريته الصغيرة وبعد تلك المشكلة التي حدثت له من رفض عمه تزويجه أبنته ..! قرر أن يبحث عن لقمة عيشة في مكانٍ ما ..!! خرج من قريته الصغيرة متوجهاً الى الرياض وكان لايملك من حطام الدنيا سوى ريالاتٍ معدودة، لعلها كانت المنقذة له. ذهب يبحث عن وسيلة تنقله إلى الرياض ولم يكن الوصول لها سهلا في ذلك الزمن ، كانت هناك شاحنة تنقل المسافرين سال صاحبها هل من مكانٍ لي ، رحب صاحب الشاحنة به واركبه في صندوق الشاحنة توجهوا إلى الرياض وهو في ذلك الصندوق الفارغ من كل شيءٍ ماعدا أكياس الدقيق توسد الأكياس لم ينفذ صبره في حرقت الشمس والهواء الحار اخذ يغفو ويستيقظ من إزعاج السيارة والهواء وقلة الطعام والشراب ، حيث أنه لم يكن يملك سوى رغيفٍ يابس عقده في صرة في جنبه ، استغرقت الرحلة عدة أيام حتى وصل إلى الرياض ، اتفق مع صاحب الشاحنة بانه سيدفع له ريالان. اخذ صاحب الشاحنة أجرته بعد أن أوصله الى الرياض ومن ثم تفارقوا ، ذهب ذلك الشاب يتخبط في المدينة يبحث عن رجل من قريته يعمل معلماً في ذلك الزمان وكان ذلك المعلم مشهوداً له بالخير ومساعدة أهل قريته يدعي محمد ، فعلاً حقق المقصود وذهب إلى منزل ذلك الرجل ، استقبله أحسن استقبال وأكرمه ، تسامرا يتجاذبان أطراف الحديث ويخبره عن حال أهل القرية وماذا حدث له مع عمه ، تعجب محمد مما فعله عم سعيد وقرر مساعدته ، توجهوا إلى النوم واتفقا أن يذهبا معا في الصباح الباكر حتى يبحث له عن عمل ، سعيد غطَ في نومٍ عميق جداً بعد عناء السفر ومشقته، فلم يشعر بنفسه إلا عندما أتى محمد إليه ليوقضه لصلاة الفجر ، استيقظ سعيد وتوجه الى المغسلة ليتوضأ ويخرج مع محمد ، وبعد انقضاء الصلاة عادا إلى منزل محمد وكان الإفطار والقهوة جاهزة ، بعد انتهائهما من الإفطار توجه محمد إلى وسط السوق الموجود في الرياض فهناك صيت محمد معروف بين تجار الرياض في وسط السوق فهو معلم ابنائهم ، توجه إلى أحد تجار نجد في ذلك الزمان وكان يدعى بالشيخ صالح دخل لمحلة الصغير الذي كان يعج بالناس مع الصباح، رحب الشيخ صالح بمحمد وسأله عن حاله وحال ابنائه . نظر الشيخ صالح الى محمد وقال . كانك تريد شيء ما مني فأنا أعرف وقت مجيئك عندي وليس هذا وقته.!! ضحك محمد وقال . نعم نعم ياشيخ صالح أعلم أن وقتي لشرب القهوة معك عصراً وليس الأن ولكني أتيتك الأن ولي رجاء أن تجعل سعيد وهو أحد أبناء قريتي أن يشتغل هنا في دكانك وانت وماتجود به نفسك ! سكت الشيخ صالح قليلاً وألتفت إلى سعيد وقال له تشتغل عندي في الدكان وإذا أثبت أمانتك سيكون لك شأن كبير لدي ، كاد سعيد أن يغمى عليه من الفرحة عندما سمع ماقاله الشيخ صالح فوافقه وفي نفس الوقت تسلم سعيد العمل ، كان طوال اليوم يعمل بجد ونشاط مابين الدكان والمستودع ، وكان راتبه الشهري لا يتجاوز الريالات ، كان يعود في الليل إلى منزل محمد لينام ويقوم في اليوم التالي متجها إلى الدكان مرت ثلاثة أشهرٍ على وجود سعيد في منزل محمد لكنه بدأ يشعر بالخجل منه ، وفي ذات يوم قال للشيخ صالح أريد أن أسكن مع العمال في الغرفة التي خلف المستودع لأني لا أملك مكان وحكى للشيخ كرم محمد معه وأنه يريد أن يستقل بنفسه. وافق الشيخ صالح ، على ذلك ذهب سعيد ليخبر محمد بأنه قد وجد مسكناً وسينتقل إليه ، قال محمد.. ولِمَ تنقل ..؟ أيكون قد ضايقناك في شيءٍ يا سعيد .؟! قال سعيد.. معاذ الله يامحمد ورايتك بيضاء ماجاني منك قصور ولكني أبحث عن الراحة لك ولي ، محمد .. وأين ستسكن سعيد .. مع العمال في السكن الذي خلف الدكان ودع محمد سعيد واتفقا أن يتقابلا في نهاية عطلة الأسبوع .. ذهب سعيد يموج في ذلك المكان ليثب وجوده ، دارت الأيام واصبح لسعيد عند الشيخ صالح سمعةٌ رائعةٌ كان ذراعه الأيمن ، ففي يوم من الأيام كان الشيخ صالح جالسٍ في دكانه وهو شارد بذهنه ووقعت عيناه على سعيدٍ وهو يعمل، فناداه ليجلس معه قليلاً.. الشيخ صالح .. يا سعيد هل انت متزوج ..؟ سعيد .. لا لست متزوجا .. وحكى سعيد قصته مع عمه وما تسببت تلك المشكلة في التفرقة بينهم . الشيخ صالح .. ماريك يا سعيد عندي إبنةُ أخي وهي يتيمة. مارأيك بالزواج منها هنا .. شرد سعيد بفكره بعيداً وهو يحدث نفسه .. لاداعي للتفكير يا سعيد لقد جاءت طاقة الفرج محملة بالتباشير، فرد سعيد .. وانا موافق ياشيخ صالح . نظر الشيخ إلى سعيد وقال، خذ هذه مئتا ريال جهز بها نفسك للزواج.. سعيد .. نظر إلى الفلوس وكأنه ملك كنزاً في حياته لم يملك أكثر من عشرات الريالات والمئتان في زمنهم يمكن أن تعادل في زمننا هذا أكثر من عشرين ألف ريال .. تواعدا الشيخ وسعيد أن يأتِ غدا بعد صلاة المغرب إلى منزله حتى يتفقون على أمور الزواج .. لم ينم سعيد تلك الليلة كان يفكر في زوجته ووووو.. .إلخ جاء الصباح وذهب سعيد إلى الدكان كعادته إنقضى ذلك اليوم وتوجه إلى منزل الشيخ صالح كما هو متفق .. سعيد .. يطرق الباب يفتح له أحد أبناء الشيخ ويدخله إلى مجلس الضيوف ، كان في استقباله الشيخ صالح ومجموعة من الرجال دخل سعيد وجلس بجانب الشيخ وقال أنا جيت أطلب يد بنتكم على سنة الله ورسوله رحب الشيخ صالح به واستأذنه قليلاً، وذهب إلى إبنة اخيه وقال لها هذا الشاب الذي حدثتك عنه وعن أخلاقه وأمانته، هو الأن يطلب الزواج منك ، فما رأيكِ يا أبنتي ..؟ أجابت سارة .. مادمت با أبي تعرف من هو وتعرف أخلاقه جيداً فأنا موافقة.. قبلها في رأسها وقال إن شاءالله لن يخذلنا أبداً عاد الشيخ صالح إلى المجلس بعد طول انتظار لسعيد وقلقه .. رحب مرة أخرى بسعيد وضيوفه وقال يا سعيد إن سارة قد وافقت على الزواج منك وتعلم أنها يتيمة..فهي أمانة عندك ويحب أن تصونها وألا تخونها .. فقال سعيد .. إن شاءالله أكون لها الأب والأخ والإبن .. تم عقد النكاح على مهر لم يتجاوز معضدين وقلادة وقليلٌ من الخواتم وثلاثون ريالاً في ذلك الوقت .. قام الشيخ صالح بتجهيز منزلهم ولكن سعيد رفض رفضاً باتاً مساعدة الشيخ وقال لقد استأجرت بيت صغير خلف المستودع وقمت بتاثيثه وهو الأن جاهز .. أعجب الشيخ صالح لرفض سعيد المساعدة ولكن بما انه عم سارة ، قام بإرسال العمال بمؤنة البيت كهدية لهما وكذلك أكرم إبنة أخيه أينا إكرام .. تزوج سعيد من سارة وبدأت حياته الجديدة بعد مرور سنة على زواجهما ، ذهب سعيد إلى محمد حتى يتطمئن عليه ويسأله عن أخباره ، محمد .. كيف حالك بعد كل هذه الفتره من الزواج سعيد .. الحمدلله بخير جئتك كي تساعدني أريد ان أستأجر دكان صغير وأشتغل بالتجارة محمد .. التجارة تحتاج إلى رأس مال سعيد .. لقد استطعت أن أجمع المال محمد .. إذاً قم الأن إلى السوق لنبحث لك عن مكانٍ مناسب .. خرج الإثنان من منزل محمد وفي طريقهما وقعت عين سعيد على دكان صغير في زاوية الشارع .! نظر سعيد إلى محمد وقال مارأيك وكان مكتوب عليه ورقة صغيرة للتأجير ،،، توجها إلى المكان ووجدا هناك رجل عجوز يجلس في الزاوية سلما عليه ورد التحية سأله محمد عن إيجار المكان .. وأخذوا يتفاصلون على السعر وفي النهاية استأجر سعيد الدكان وأصبح من نصيبه علم الشيخ صالح بذلك ، فبارك لسعيد ودعمه في تجارته الجديدة دارت الايام والسنين ، وأنجبت سارة أربعة أبناء وبنتين ، لم يتوانَ سعيد في عمله زادت تجارته واصبح من تجار السوق ، كبروا أبنائه منهم من اشتغل في تجارة والده ومنهم من فضل الوظيفة بعد الجامعة ، بعد سنين التعب قرر سعيد أن يعود إلى قريته ، أخبر سارة بذلك ففرحت كثيراً هي وأبنائها ، بعد تحضيرات دامت شهراً كاملاً ، عاد سعيد إلى قريته ، وجدها قد تغيرت كثيراً ، توجه إلى بيت والده القديم فبكى حزناً على تلك الأيام وهو بين أهله ، تذكر ذلك المكان الذي فوق سطح البيت الذي كان يجلس فيه بالساعات يحادث إبنة عمه وحبيبته ، دمعت عيناه وحركت مشاعره تلك الذكريات ، تنفس وخرج إلى باحة المنزل ووجد سارة وأبنائها قد أدخلوا اشياءهم إلى المنزل وبدأوا بترتيبها ، أخذ يتجول في القرية ويقابل أهلها أخذوه بالأحضان بعد غياب دام سنوات طويلة ، عاد سعيد إلى قريته ومسقط رأسه ونبض قلبه ، قرر أن يبني بيتاً في أرض والده ، رحب أهل القرية بذلك ليعود كي يعش بينهم ، ولكنه لم يستطع أن يترك تجارته في الرياض ، عادت الحياة الجميلة مع ذكرياتٍ ذهبت وما زالت محفورة بالقلب وتثير الحنين إلى مسقط رأسه قريته الصغيرة . وسلاماً يا قريتي |
|
تاريخ النشر :12 الخميس , مايو, 2022
المصدر : الإتحاد الإماراتية
تاريخ النشر :12 الخميس , مايو, 2022
المصدر : الإتحاد الإماراتية
مسلم سعيد مسن تعول رؤية "عُمان 2040" على أداة الاستثمار الأجنبي المباشر لتحقيق الأهداف المخطط لها تنمويا. وقد أظهرت وثيقة الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025)- الخطة التنفيذية الأولى للرؤية- أن الرصيد القائم- التراكمي- للاستثمار الأجنبي المباشر في السلطنة بلغ 14.6 مليار ريال عُماني في نهاية 2019، وبنسبة زيادة وصلت إلى 14.9% مقارنة بعام 2018. وتُشير آخر التطورات للمنظومة التشريعية الخاصة بالاستثمار الأجنبي المباشر إلى أن عامي 2019 و2018 شهدا استصدار قوانين جديدة تعزز هذه المنظومة مثل: قانون استثمار رأس المال الأجنبي، وقانون التخصيص وقانون الإفلاس وقانون الشركات التجارية الجديد. كما إن الجهات المعنية مثل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تقدَم مبادرات من ناحيتي الإجراءات (التراخيص الجاهزة)، وعرض فرص استثمارية معززة بدراسات جدوى مبدئية، كذلك فإنَّ خطة التحفيز الاقتصادي الأخيرة تطرقت بشكل مباشر إلى تحسين البيئة الاستثمارية في ظل الجائحة الحالية، إضافة إلى المبادرات المختلفة والتي تقع تحت مظلة رؤية عُمان مثل: إقامة المستثمر وتعديل التشريعات والقوانين؛ لمنح ميزة أكبر للمستثمر الأجنبي من حيث الإقامة. كل هذه السياسات والإجراءات والتسهيلات تحاول الجهود الحكومية تنفيذها لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)، لكن الأسئلة المحورية التي من الواجب طرحها هي: هل كل هذه الجهود- وغيرها في المستقبل المنظور- كافية لجذب نسبة مُعتبرة من تلك الاستثمارات في ظل منطقة تتسم بالتنافس المحموم، خصوصا بعد التأثيرات السلبية لجائحة كوفيد-19؟ وهل كلما قدمنا تسهيلات أكبر لهذا النوع من الاستثمار سنجذب تدفقات أكبر منه، وبالتالي يحصل الاقتصاد على مكاسب أكبر؟ فمثلا بعض الدول أعفت المستثمر من ضريبة الدخل لمدة 50 سنة؟ وهل محددات الاستثمار الأجنبي المباشر بعد الجائحة ذهبت لصالح المتغيرات الكمية (الرسوم- الضرائب..إلخ) على حساب أية متغيرات أخرى؟ العديد من التساؤلات تتبادر إلى الذهن في هذه الآونة عندما تطالعنا دول المنطقة بتسهيلات بلغت إلى حدود منح الجنسية للمستثمر الذي يملك مقومات معينة، وإقامات طويلة جدا تصل لعقود، بينما عمر المستثمر قد يكون أقصر بكثير منها وبعشرات السنين، لكن الورثة يبدو أنهم المستهدفون في نهاية المطاف. والمضي في تقديم تسهيلات لا حدود لها تصل إلى أن تصبح قوانين الاستثمار الأجنبي خارج المناطق الاقتصادية والحرة تمنح نفس المزايا التي تقدمها قوانين الاستثمار داخل تلك المناطق والذي يؤثر على الاقتصاد الواحد؛ بل إن في الإقليم الواحد يجري التنافس إلى درجة لا تُطاق وتدخل مختلف المتغيرات والحسابات التي لا علاقة لها بالاستثمار بشكل مباشر. قد يقول قائل إن ما على الحكومة سوى تسهيل إجراءاتها وتنسيق سياساتها، وتحديد الخارطة الاستثمارية، وتفعيل برامج التسويق، هذا صحيح وبديهي، وهو ما تسعى له السلطنة حاليًا بغض النظر عن نجاح بعض الاتجاهات الاستثمارية من عدمه أو مدى تحقيق فاعلية بعض البرامج التي يغلب عليها الشق النظري في بعض الأحيان. وعلى ضوء كل ما سبق، فإن أداة الاستثمار الأجنبي المباشر مهمة خلال المرحلة المقبلة، ولتفعيلها بشكل جيد، علينا مواجهة كل التحديات التي تحدق بهذه الأداة محليا وإقليميا- وفق المعطيات الحالية- من خلال برامج وسياسات محددة ومدروسة منها ما يلي: 1- تحقيق توازن بين الميزات؛ إذ لا تعني عمليات جذب الاستثمار الأجنبي الدخول في تنافس محموم، وتقليد يصل بنا إلى أن ندخل في إشكالية ننافس من خلالها حتى مناطقنا الحرة والاقتصادية. لا بُد أن يكون هناك حدود للميزات داخل اقتصادنا للمستثمر. ثم إن الميزات المالية (تخفيض الرسوم والضرائب) لا تعني عند اعتمادها تحقيق المحدد الذي يعتبر عامل الجذب الأوحد في معادلة محددات الاستثمار، هناك التسهيلات والموقع والاستقرار وسوق العمل، والمهارات وجودة المؤسسات التي ينظر لها المستثمر أيضًا، كما أن هناك كلفة مالية لابد من أن أخذها في الاعتبار تتمثل في الخدمات الأساسية الممنوحة من الدولة، واستدامتها وكلفة صيانتها (غالبا تتحملها الدولة)، ويتمتع بها المشروع والمستثمر ذاته عند الإقامات الطويلة. 1-تطبيقات القوانين؛ ونعني هنا أن لا نفرغ قانون رأس المال الأجنبي من محتواه عندما نستثني كمًا هائلا من النشاطات لصالح قطاعات التجارة المستترة، فالنشاط التجاري الذي يمارسه العُماني لابُد وأن تكون الجهات المعنية على دراية به، وبالتالي الاستثناء سيكون في الحدود الدنيا، ولا يجب أن يكون هو الأصل؛ حيث تطالعنا الجريدة الرسمية بقرارات وزارية تُبعد أنشطة جديدة عن المستثمر الأجنبي، ولا ندري كم نشاطا سيبقى في نهاية الأمر؟ كذلك فإن الأمر يحتاج إلى تكامل قانون الاستثمار مع قانوني التخصيص والشراكة. 3-الخارطة الاستثمارية التفاعلية، وهذه الأداة مهمة؛ لأنها الواجهة التسويقية أمام المستثمر الأجنبي، من المهم أن تحتوي على كل التفاصيل (المواقع، المساحات، التراخيص، المدد القانونية، الجهات المشرفة....). 4-السياسة الاستثمارية التكاملية مع الإقليم.. والبديل عن التسابق المحموم في تقديم الميزات السخية هو العمل المشترك من خلال سياسات استثمارية تكاملية مع دول المنطقة والإقليم، وهنا يأتي دور الدبلوماسية الاقتصادية لترسيخ هذا النهج، فالتنافس على الاستثمار الأجنبي في مجال لا تملك الدولة مقومات نجاحه، عملية عديمة الفائدة ولا تفضي إلى نتائج ملموسة، والتكامل هو السبيل، والمصالح المشتركة أساس نجاح انتشار الأثر المرجو من الـFDI. وهناك خطوات مفيدة في هذا الجانب سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، فمثلا المداولات التجارية والاستثمارية التي تحدث مؤخرًا بشكل واضح بين السلطنة والشقيقة المملكة العربية السعودية، نموذج جيد لتكامل أوسع حتى من زاوية جذب الاستثمار الأجنبي، وتحديد القطاعات والمشروعات والميزات التكاملية بين البلدين. 5-تفعيل القطاعات غير النفطية.. الرصيد القائم للاستثمار الأجنبي المباشر يذهب منه حوالي الثلثين (أكثر من 66%) لصالح القطاع النفطي بالنسبة لوضع اقتصاد السلطنة، وهذا طبيعي؛ نظرا لهيمنة وسيطرة هذا القطاع حتى من ناحية تكوين قيمة القطاعات غير النفطية عدا أن عائداته هي الممول الرئيسي للتنمية. إذًا ما نحتاجه من الـFDI فعليًا لابُد وأن يعزز قيمة القطاعات غير النفطية (سياحة، لوجستيات، زراعة وقطاع سمكي، طاقة متجددة، صناعات تحويلية، تعدين...إلخ). والسبيل إلى ذلك يحتاج إلى استخدام الميزات الممنوحة بشكل سخي، واعتماد خطط تسويقية لزيادة جاذبية تلك القطاعات، وتخفيض حصة الاستثمار الحكومي لصالح المستثمر الأجنبي في تلك القطاعات، وتفعيل صيغ الشراكة المبتكرة وغيرها من الأدوات. 6-التركيز على الاستدامة بمعناها الواسع؛ هنا لابُد وأن نفهم سيكلوجية (نفسية) المستثمر الأجنبي، وطبيعة اتجاهاته من زاوية الاستدامة. كيف يكون ذلك؟ يتحقق ذلك عندما نحافظ على وتيرة الإجراءات والتسهيلات والتقليل من تقلبات الرسوم والضرائب، وتجنب الاتجاه صعودا في معدلاتها، كما إن مستوى جودة وأداء المؤسسات يلعب دورًا في أن يتحقق هدف الاستدامة من خلال العلاقة بين المستثمر والمشروع والبيئة التي يوجد بها. 7-تعميق أثر الاستثمار ودرجة انتشاره. ونلحظ هنا أن الاقتصاد الوطني يستطيع أن يجلب الاستثمار الأجنبي، لكن حجم الاستفادة يكون في الحدود الدنيا عندما لا يأتي ربط التكنولوجيا والخدمات والسلع التابعة لمشروعه مع مكونات الاقتصاد الوطني. أما معضلة قلة تنافسية وعدم متانة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد تُعالج من خلال الخبرة والتكنولوجيا والمهارة التي يجلبها ذلك الاستثمار، إذا ما وجهت السياسات لهذا الجانب وكرست بشكل صحيح. ختامًا.. أداة الاستثمار الأجنبي المباشر يشدد الجميع على أهميتها في التمويل والتنمية رغم أنها تبقى أداة ضمن عدة أدوات منها: الابتكار والتنويع والمهارات والتكنولوجيا، ولكنها قد تكون السبيل لتعزيز بعض تلك الأدوات إذا ما أحسن استغلالها.